قصة

موضوع: قصة الإثنين ديسمبر 31, 2007 12:43 am

نظرات توجهت نحوي تملؤها الحيرة .. الأستغراب .. علامات استفهام وتعجب ..تتمحور حول تعابير

وجه تملؤها غيرة استحوذت قلوبهم .. اسمع همسات واطراف احاديث لا اكاد اميز منها ســـوى ..

((كيف .. غريبة .. ماشاء الله .. سبحان الله ........ ))

وفي ذلك الجو المشحون أخذت الذكريات تتجول في خاطري :

الحمدلله لك يارب انتشلتني من مرحلة مرور كانت صعبة بالنسبة لي .. عادت ذكرياتي الى طفلة

لم تعتد على وجود عنصر انثوي يؤثر على حياتها غير والدتها اللتي انجبتها بعد اخوة لها أصبحت

((( لعبتهم ))) ..

تطورت انوثتها ونمت على ايدي خشنة لا تعرف للأنوثة طريق .. عاشت حياتها على اوتار شبابية

فلائحة اولاد الجيران الذين تلهو معهم تضم .. " ياسر - محمد -طارق - ابراهيم ......"

لا يوجد على اللائحة اسم انثى حاولت المسكينة ان تتعايش مع فطرتها مع فتيات الجيران ولكن

محاولاتها بائت بالفشل فإما ان تذهب الي بيت الجيران لتلهو مع الفتيات ينتهي الحال الى الشجار

احتجاجا منها على اسلوب الدلع منهم ؟؟ !! وإما ان ينتهي مشوارها الذي يهدف للعب مع الفتيات

للعب مع اخوتهم ..؟؟ ((للأسف)) ولكل شيء نهاية ؟!

فبعد سنين انتقلت الى منزل جديد غير المنزل الذي نشأت فيه .. فقررت فيه ان تعود الى طبيعتها

الانثويه بلا رجعه .. فقررت تسريح وسحب تلك (( الشوشة )) المنتثرة في الهواء العليل الى الخلف

والحفاظ على تلك البشرة المحترقة من (( اللعب بالشوارع )) واقتناء بعض الملابس الانثوية

خلاف تلك (( الخلاقين )) وان تشتري بعض المكياج لتزيين ملامحها بدل (( البوية اللي بالملحق ))

ومنذ ذلك الحين وهي سخرية جميع من حولها فلقد ارادت ان تنضج ان تشعر بأنها انثى ...

جميله .. جذابه .. ارادت .. بل الح عليها ذلك الشعور الأنثوي الذي بدأ يستحوذ جميع أفكارها ...

وتصرفاتها وتحولت الى فتاة ناعمة .. رقيقة .. حساسة .. وكاتبة .. وشاعرة .. ولكن لم يرق ذلك

للفتيات المحاصرات لها أبو إلا ان يسخروا من طريقتها في كل شيء أسلوبها .. كلامها ..

لباسها .. مكياجها ..

وأبت إلا ان تبدأ هي بتعلم كيفية اللباس والأسلوب الحواري ... الخ لم تكن لتنسى أبدا مايجرحها

من كلامهم وما يتفوهون به من عبارات لا أحاسيس فيها فلن تنسى أبدا لقبها سابقا ...

(((( القروية ))))

فلقد كانو يسمعونها اياه عنوة ليخدشون مشاعرها .. تشتت .. أحسست أنها انهارت أمام الكم

الهائل من الاحباطات المحاصرة لها .. في كل مره تذهب الى ذلك المجتمع الذي بدأت تصاب

بأسبابه بعدم ثقة بنفسها .. اوشكت على أن تصاب بإكتئاب لما يحاصرها من عبارات وألقاب

مجردة من أي احساس بالآخرين ..

قررت عدم الأختلاط بذلك المجتمع كثيرأ لئلا تصاب بجرح لمشاعرها اوحتى ال ان تتلاقط

أنفاسها والنهوض من هذه العثرة ..

وهاهي بفستانها الأبيض تتوسط الحشود وبتلك الطرحة اللتي أحاطت ملامحها الشرقية الفاتنة

هاهي تتوسط حشد ترى فيه أعين غيورة لما صارت عليه (((( القروية ))))

ولكن سرعان ماانقطع ذلك السيل من الذكريات المتجولة في خاطري حتى ابتسمت إبتسامة ثقة

وانتصار لما حققت من اثبات لنفسي وسط أنفس تأبى ان تتركني بسلام فأنا لم أصل

لهدفي هذا إلا با الأصرار ... بعد توفيق الله تعالى ...